في بيئة العمل، نتعامل يوميًا مع شخصيات مختلفة، لكل منها أسلوبه الخاص في التواصل واتخاذ القرارات. في بداية تجربتي، كنت أجد صعوبة في التعامل مع بعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين بدوا سلبيين أو غير متعاونين. كنت أعتقد أحيانًا أن بعضهم يتعمد الإساءة أو التصرف بطريقة غير مهنية. لكن مع مرور الوقت، ومن خلال المواقف والتجارب العديدة، اكتشفت أن جميع من تعاملت معهم لم يكونوا سيئين، بل كان الأمر ببساطة أننا لم نفهم شخصيات بعضنا البعض.
أنواع الشخصيات في بيئة العمل وكيفية التعامل معها
١- الشخصية القيادية
* الصفات: واثقة، حازمة، تفضل الإنجاز السريع واتخاذ القرارات.
# كيف تعاملت معها؟
في البداية، شعرت أن بعض القادة صارمون وغير متفهمين، لكنني أدركت أنهم يركزون على النتائج ويقدرون من يكون واضحًا ومباشرًا معهم. لذلك، تعلمت أن أكون محددة في كلامي وأعرض الحلول بدلاً من المشكلات.
٢- الشخصية المتعاونة
* الصفات: اجتماعية، تهتم بالفريق، تسعى للانسجام بين الجميع.
# كيف تعاملت معها؟
وجدت أن العمل مع هذه الشخصيات ممتع، ولكن في بعض الأحيان، كانوا يتجنبون المواجهة حتى عندما يكون ذلك ضروريًا. تعلمت أن أشجعهم على التعبير عن رأيهم حتى في المواضيع الصعبة.
٣- الشخصية التحليلية
* الصفات: دقيقة، تهتم بالتفاصيل، تعتمد على البيانات والمنطق.
# كيف تعاملت معها؟
أحيانًا كنت أشعر أن هذه الشخصيات معقدة أو بطيئة في اتخاذ القرارات، لكن مع الوقت، فهمت أنهم لا يتسرعون لأنهم يبحثون عن الدقة والجودة. لذلك، بدأت أُعد معلوماتي بشكل واضح وأدعمها بالأدلة عند التعامل معهم.
٤- الشخصية المبدعة
* الصفات: تحب التجديد والتغيير، تفكر خارج الصندوق.
# كيف تعاملت معها؟
في البداية، شعرت أن بعض الأفكار التي يطرحونها غير واقعية، لكنني لاحظت أنهم يمتلكون منظورًا مختلفًا يساعد في إيجاد حلول جديدة. بدلاً من مقاومة أفكارهم، بدأت أتفاعل معها بمرونة وأحاول تطويرها لتكون قابلة للتنفيذ.
٥- الشخصية الحذرة أو المترددة
* الصفات: تتأنى في اتخاذ القرارات، تفضل تفادي المخاطر.
# كيف تعاملت معها؟
أحيانًا كنت أجد صعوبة في العمل مع من يتردد كثيرًا، لكنني أدركت أن السبب وراء ذلك هو حاجتهم للشعور بالأمان. لذا، تعلمت أن أوفر لهم معلومات كافية وأدعمهم في اتخاذ القرارات.
٦- الشخصية الناقدة أو السلبية
* الصفات: تركز على العيوب، تنتقد التفاصيل، يصعب إرضاؤها.
# كيف تعاملت معها؟
في البداية، كنت أنزعج من النقد المستمر، لكنني لاحظت أن بعض النقد كان بناءً بالفعل. بدلاً من أخذ كل تعليق بشكل شخصي، بدأت أركز على الاستفادة منه لتحسين عملي، وأتجاهل ما هو غير ضروري.
الدرس الأكبر: الفهم قبل الحكم
مع مرور الوقت، ومن خلال التعامل مع مختلف الشخصيات، أدركت أن معظم المشكلات التي واجهتها لم تكن بسبب نية سيئة من الآخرين، بل بسبب عدم فهمنا لاختلافاتنا الشخصية. تعلمت أن كل شخص لديه دوافعه وأسلوبه في العمل، وأن النجاح في بيئة العمل لا يعتمد فقط على المهارات الفنية، بل أيضًا على القدرة على فهم الآخرين والتكيف معهم.
في النهاية، لا يوجد شخص “سيئ” بحد ذاته، بل هناك شخصيات مختلفة تحتاج إلى طرق مختلفة للتواصل والتعامل. وعندما نبدأ في فهم الآخرين بدلاً من الحكم عليهم، يصبح العمل أكثر سلاسة، وتتحول العلاقات الوظيفية إلى فرص للنمو والتعلم بدلاً من أن تكون مصدرًا للصراع والتوتر.