ذاكرة الجسد بين العلم والفلسفة
مقدمة عندما نسمع مصطلح “الذاكرة”، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو العقل والمخزون المعرفي للأحداث والتجارب. لكن هل يمكن أن يحمل الجسد ذاكرة مستقلة عن العقل؟ وهل يمكن أن تخزن الخلايا مشاعر وأحداثًا عشناها دون أن ندرك ذلك بوعي؟ هذا المفهوم، الذي يُعرف بـ**”ذاكرة الجسد”**، لا يرتبط فقط بالعلوم العصبية، بل يمتد إلى البعد الفلسفي، الديني، والروحاني، حيث يُنظر إلى الجسد على أنه سجل لتجارب الحياة. – ذاكرة الجسد من منظور ديني الإسلام ونظرية تخزين الجسد للذكريات في الإسلام، نجد إشارات إلى أن الجسد ليس مجرد وعاء مادي، بل هو جزء من تجربة الإنسان وسيحاسب يوم القيامة على ما حمله من أفعال وشعور. قال الله تعالى: “الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (يس: 65). هذه الآية تشير إلى أن الجسد يشهد على ما قام به الإنسان، وكأنه يحمل ذاكرة خاصة ستتكشف لاحقًا. كما أن النبي ﷺ قال: “بُورِكَ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا” (رواه الطبراني). وهذا…