Category Archives: Writing

مقدمة عندما نسمع مصطلح “الذاكرة”، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو العقل والمخزون المعرفي للأحداث والتجارب. لكن هل يمكن أن يحمل الجسد ذاكرة مستقلة عن العقل؟ وهل يمكن أن تخزن الخلايا مشاعر وأحداثًا عشناها دون أن ندرك ذلك بوعي؟ هذا المفهوم، الذي يُعرف بـ**”ذاكرة الجسد”**، لا يرتبط فقط بالعلوم العصبية، بل يمتد إلى البعد الفلسفي، الديني، والروحاني، حيث يُنظر إلى الجسد على أنه سجل لتجارب الحياة. – ذاكرة الجسد من منظور ديني الإسلام ونظرية تخزين الجسد للذكريات في الإسلام، نجد إشارات إلى أن الجسد ليس مجرد وعاء مادي، بل هو جزء من تجربة الإنسان وسيحاسب يوم القيامة على ما حمله من أفعال وشعور. قال الله تعالى: “الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (يس: 65). هذه الآية تشير إلى أن الجسد يشهد على ما قام به الإنسان، وكأنه يحمل ذاكرة خاصة ستتكشف لاحقًا. كما أن النبي ﷺ قال: “بُورِكَ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا” (رواه الطبراني). وهذا…

Read more

إذا كانت الأديان تُقدم “الجزاء من جنس العمل” كقانون إلهي، فإن الفلسفة تتعامل معه كسؤال وجودي: كيف تُشكِّل أفعالنا مصيرنا؟ هل الجزاء مجرد عقاب أو ثواب، أم هو انعكاس طبيعي لِما نزرعه في أنفسنا؟ هذا المقال يغوص في البُعدين الديني والفلسفي لهذا المبدأ، مع استحضار نصوص إسلامية وحِكمٍ عالمية تُجسِّد فكرة أن “الإنسان ابن فعله”، سواء في الدنيا أو الآخرة. 1. الفلسفة والدين: وجهان لقانون واحد أ. الفلسفة والبحث عن العدل الكوني: أفلاطون في كتابه “الجمهورية”: يرى أن الظلم يُفسد النفس قبل أن يُدمر المجتمع، وأن السعادة الحقيقية تأتي من الانسجام الداخلي الناتج عن الفضيلة. كانط في “الأخلاق المطلقة”: يؤكد أن الفعل الأخلاقي يجب أن يكون غايةً بذاته، لأن العواقب – حتى لو تأخرت – ستعكس نبل النية أو دناءتها. الفلسفة الشرقية: تُشبه “الكارما” قانون فيزيائي روحي، حيث الأفعال – كالذبذبات – تُحدث ترددات تعود إلى صاحبها. ب. الأديان: الوحي يُفسر السنن الكونية الإسلام: يجمع بين البُعد الغيبي (الثواب الأخروي)…

Read more

قرأتُ مؤخرًا نصًا في مقطع لفيلم شدَّني وجعلني أبحث أكثر عن هذا القانون الغريب الذي يُعرف باسم قانون مورفي. النص تحدث عن فكرة أن “أي شيء يمكن أن يسوء، سيسوء بالفعل.” بدا الأمر في البداية كمجرد عبارة ساخرة، لكن بعد التعمق، وجدت أن هذا القانون أصبح قاعدة فلسفية تُستخدم في مجالات متعددة من الحياة، من الإدارة إلى التكنولوجيا، وحتى في التجارب الشخصية اليومية. فهل هو مجرد تشاؤم أم أنه يحمل حكمة خفية؟ هذا ما سأناقشه في هذا المقال. أصل قانون مورفي يُنسب قانون مورفي إلى المهندس الأمريكي إدوارد مورفي، الذي كان يعمل في مشروع لاختبار تأثير التسارع على البشر في قاعدة “إدواردز” الجوية في الأربعينيات من القرن الماضي. عندما تم تركيب أجهزة استشعار بطريقة خاطئة أثناء إحدى التجارب، علق مورفي قائلاً: “إذا كان هناك أي طريقة لارتكاب خطأ، فسيجد أحدهم طريقة لارتكابه.” وهكذا ولد قانون مورفي الذي سرعان ما انتشر وأصبح قاعدة فلسفية ساخرة للحياة اليومية. المبادئ الأساسية لقانون مورفي…

Read more

الموت هو الحقيقة الوحيدة التي يُجمع عليها كل كائن حي، لكنه يظل اللغز الأكبر الذي يحير العقل البشري. بينما يحاول العلم تفسير الموت كظاهرة بيولوجية، تطرح الأديان رؤىً غيبيةً عن عالم ما بعد القبر. في هذا المقال، نستعرض آراء الفلاسفة، شهادات العلماء، والنصوص الدينية المقدسة، مع التركيز على مفهوم “حياة البرزخ” في الإسلام، مدعومةً بأقوال المفسرين وعلماء العقيدة. 1. الفلسفة: الموت بين العدم والخلود أفلاطون: “الموت هو انفصال الروح عن الجسد، وعودة إلى عالم المثل حيث الحقائق المطلقة” (كتاب فيدون). سورين كيركغور (الفيلسوف الوجودي): “الخوف من الموت هو أصل كل قلق وجودي، لأنه يُذكرنا بهشاشتنا”. ابن سينا: “الروح جوهرٌ مجردٌ لا يفسد بفساد الجسد، بل تنتقل إلى عالم الأنوار” (كتاب الإشارات والتنبيهات). 2. العلم: تجارب الاقتراب من الموت وألغاز الوعي الدكتور ريموند مودي (طبيب نفسي): “المرضى الذين عادوا من الموت السريري يصفون تجارب متشابهة: نفقٌ مضيء، مراجعة أحداث الحياة، وشعورٌ بالسلام.. هذه الظاهرة تتحدى التفسيرات المادية البحتة”. الدكتور إبن فان…

Read more

ما هي الرسائل الروحية؟ الرسالة الروحية هي الغرض العميق من الحياة والعمل، وهي تعكس القيم والمعتقدات التي توجه الإنسان نحو تحقيق هدفه الأسمى. الرسائل الروحية تمنحنا الشعور بالمعنى والرضا، وتساعدنا على إيجاد التوازن بين النجاح المادي والتطور الروحي.  يمكن أن تكون الرسالة الروحية شخصية أو مهنية أو إنسانية، وهي ترتبط بالأسئلة الكبرى: لماذا أنا هنا؟ كيف يمكنني إحداث تأثير إيجابي في الحياة؟ كيف أستخدم مهاراتي ومواهبي لخدمة نفسي والآخرين؟ كيف يكتشف الإنسان رسالته الروحية؟  اكتشاف الرسالة الروحية رحلة شخصية، ويمكنك إيجادها من خلال الخطوات التالية: ١- التأمل في نفسك ومواهبك  ما الأشياء التي تحب القيام بها دون ملل؟ ما المهارات الفطرية التي تميزك؟ ما الأمور التي تشعر أنها تعطي حياتك معنى؟ ٢- البحث عن الشغف  اسأل نفسك: ما الذي يحمسك ويمنحك طاقة إيجابية؟ قد يكون في التعليم، الكتابة، التطوع، الفنون، التكنولوجيا، أو أي مجال آخر. الشغف هو المفتاح الأساسي لاكتشاف رسالتك. ٣- التعرف على القيم التي تؤمن بها  ما هي…

Read more

جعلني هذا السؤال أبحث بعمق في الكتب والمدونات العربية والأجنبية، وأتتبع جذوره التاريخية في الثقافات المختلفة، لأفهم كيف نشأت هذه الفكرة وما مدى ارتباطها بالعلم والواقع. خلال هذا البحث، وجدت أن القطط كانت دائمًا محل اهتمام البشر عبر العصور، ليس فقط كحيوانات أليفة، بل ككائنات يُعتقد أنها تمتلك طاقة خاصة تؤثر على من حولها. وبعد الاطلاع على العديد من المصادر والتحليلات، توصلت إلى وجهة نظر خاصة سأشاركها معكم هنا، في محاولة لفهم مدى صحة هذا الاعتقاد وتأثير القطط على طاقتنا النفسية والعاطفية. لطالما ارتبطت القطط في الأذهان بصفات غامضة وتأثيرات روحانية، حتى أن بعض الثقافات القديمة كانت تعتقد أن القطط تمتلك قدرة خارقة على امتصاص الطاقة السلبية من محيطها وأصحابها. ولكن، هل هذا الأمر حقيقة علمية أم مجرد اعتقاد شائع؟ في هذا المقال، سنستعرض ما إذا كانت القطط قادرة فعلًا على امتصاص الطاقة السلبية، وكيف يمكن لتربيتها أن تؤثر على الصحة النفسية والعاطفية لأصحابها. 1-  القطط والطاقة السلبية: بين العلم والمعتقدات  المعتقدات القديمة حول تأثير القطط على الطاقة – في الحضارة المصرية…

Read more

تربية القطط ليست مجرد هواية أو وسيلة للترفيه، بل هي تجربة تحمل في طياتها أبعادًا نفسية عميقة وتأثيرات إيجابية على الصحة العقلية والعاطفية. فمنذ العصور القديمة، كانت القطط رفيقة الإنسان، تمنحه الراحة والدفء، وتزرع في حياته إحساسًا بالمسؤولية والارتباط العاطفي. ولكن، امتلاك قطة ليس مجرد تجربة ممتعة، بل هو التزام كامل تجاه رعايتها وضمان جودة حياتها، مما يعني توفير الغذاء الجيد، النظافة المستمرة، الرعاية الصحية، وتلبية احتياجاتها النفسية والجسدية. لذا، فإن الشخص الذي لا يستطيع تحمل هذه المسؤوليات، فمن الأفضل له عدم اقتنائها، لأن القطة كائن حي يحتاج إلى رعاية دائمة، وليس مجرد وسيلة ترفيه مؤقتة. في هذا المقال، سنتناول كيف تؤثر تربية القطط على النفس، وأثرها في تحقيق الراحة العاطفية، إضافةً إلى المسؤوليات التي تترتب على امتلاكها لضمان حياة صحية ومتوازنة لها ولأصحابها. 1-  القطط والراحة النفسية: تأثير مهدئ للعقل والجسد * تقليل التوتر والقلق: أثبتت الدراسات أن مداعبة القطط والاستماع إلى خرخراتها يساهم في تخفيض هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يساعد على الاسترخاء والشعور بالهدوء. *…

Read more

7/7